الآن ننتقل للمستوى البنيوي من مبحث السكران، ونستطيع تقسيمه إلى عدّة أقسام : قسم يتناول مكانة الحضارة في الوحي والموقف منها (من وظيفة الإنسان إلى “الإسلاميون ضد الحضارة؟”، وقسم يتناول مدرسة “الانسنة” ونقدها (من “أنسنة التراث” إلى ” خصوم الدعوات كمعطى تاريخي”) ، وقسم ينتقد بعض مقولات “الخطاب المدني”(من “شتيمة الدوغمائية” إلى “نفوذ المخاطبين”) .. وأخيرا الخاتمة أو “الشجن الاخير”.
سنتناول الآن القسم الأول ، وسنبدأ اولا بعرض الصورة الكاملة التي يرسمها السكران لنا فيها. وبعد ذلك سنشرع في توجيه النقد لكل البناء الذي يحاول بناءه.
المنهج المتبع هنا، لن يكون مماثلا لما سبق، بل سيكون المنهج محصور في التالي :
– إعادة النظر في الأدلة والاستدلالات التي يسوقها السكران في محاكمته لما يسميه بالخطاب المدني.
– نقد المفاهيم الأساسية المطروحة في هذا القسم من قبيل “حضارة” و “مدنية” و “دنيا” و “آخرة” و “وحي” ..وما إلى ذلك.
هذا كله مع الأخذ بعين الاعتبار لاستدراكات السكران في ما ذكره في “اشكاليات مثارة” وتعقيبه على نواف القديمي.
الآن لنبدأ بالتساؤل : كيف يرى السكران العلاقة بين الوحي والحضارة ؟ هذا ما سنجيب عنه في الفقرة التالية ..