لو كتب أحدنا عبارة “مآلات الخطاب المدني” (هكذا مع علامتي تنصيص) في محرك البحث “جوجل” لوجد أكثر من 13 ألف نتيجة. قد يبدو لمن لا يعرف شيئا عن دلالة هذه العبارة أن هذا الرقم ، رقم عادي. لكن بمجرد أن يتعرف على أن هذه العبارة : عنوان لمبحث قدمه المحامي إبراهيم السكران ، بخصوص شأن يكاد يكون محليا قبل مدة لا تكاد تتجاوز الشهر، فهنا سترتفع حواجب الدهشة. وهي سترتفع إن كانت على معرفة بالكساد الثقافي وبطء التلاقح الفكري الذي نعاني منه على المستوى المحلي.
وبجولة سريعة على المواقع التي يقترحها لنا “جوجل” ، نجد أنها تتوزع بين منتديات سعودية (إسلامية ومناطقية وتعارفية وأدبية و”تحررية”) وغير سعودية (خليجية على الغالب) ، ومواقع إخبارية ومجلات إلكترونية (إسلامية حصرية أو فكرية عامة) ومكتبات سلفية او مناوئة للليبرالية.
وبجولة أخرى، متانية هذه المرة ، نجد أن هذه الدراسة – المطروحة ابتداءً في مجلة العصر – تلقت مجموعة من الردود من قبل كتاب قريبين جدا من طيف كاتب الدراسة وآخرين بعيدين عنه ، مما استدعى الكاتب إلى الاجابة على هذه الردود وتدعيمها بمناقشة بعض “الاشكاليات”.
الجميل في الأمر ، أن الكاتب اختار طرح هذه الدراسة “إلكترونيا” مما جنبها الكثير من تعسف القراءة والاختزال وإطلاق الاحكام الناجزة -وإن كان القليل الذي نالها ليس هينا، لتتلقى ذلك الردّ الودي الموضوعي من قبل الأستاذ نواف القديمي وفي نفس المجلة التي استوعبت بحث السكران.
وبعيدا عن الاجواء الالكترونية ، قام الكثير من الشباب بطباعة البحث وتناقله وتوزيعه فيما بينهم ، هنا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، حيث أكتب هذه الكلمات. وحظي البحث – على حدّ علمي – بالكثير من جلسات المناقشة في أماكن متفرقة اخرى ، كالقصيم والرياض وغيرها.
نحن إذن أمام ظاهرة حراك ثقافي عامة ، يعود الفضل في تحريكها وتوجيهها هذه الوجهة إلى ابراهيم السكران – من سنقوم بنقده في هذا المبحث. ولكن قبل أن نشرع في هذا النقد لا بد أن نجيب على ثلاثة أسئلة أساسية :
من هو ابراهيم السكران ؟
وهل من فضيلة في الرد تحت اسم مستعار في مدونة/منتدى فضائي ؟
ولماذا هذا المبحث ؟