هناك العديد من محاولات النظر للصراع الفكري الذي يشتعل حولنا، هناك من يجعله صراعا لبرالي/إسلامي، وآخر يراه معركة بين التقاة والمنافقين، وثالث يعمد أطرافه القصوى بأنهم إما محافظين أو تغريبيين؛ لينشأ بعد ذلك صراع أكبريدور هذه المرة- ببؤس شديد- على الكلمات: ما بين منكر لوجود (لبرالية) أو (تغريب) لدينا وما بين مثبت، وما بين مبرر لاتهام المخالفين بالنفاق وبين رافض…إلخ. ولكي نتفادى الانزلاق إلى هذه الصراعات حول الكلمات والأسماء، سأحاول أن أعيد النظر من جديد لهذا الصراع الفكري، بطريقة لا تركّز على تحديد أطرافه وتوجهات هذه الأطراف، بقدر ما تركز على تحديد ميدان الصراع الذي تتصارع حوله هذه الأطراف، والذي لن يكون شيئا آخر سوى (الحيز الخاص).
في الدولة الحديثة، ما عدا الشمولية منها، يكون الإنسان مواطنا وفردا في نفس الوقت. فرد في (حيزه الخاص) Continue reading