في ميدان العلاقات الدولية، توجد العديد من النظريات التي تفسر وتحلل علاقات الدول والمنظمات السياسية بعضها البعض، وكلها قابلة للتوظيف والمناقشة والنقد والإثراء. لكن هناك دوما فرق بين (نظرية) سياسية في العلاقات الدولية، وبين دعاية سياسية (بروباجندا) تلغي الواقع القائم بكافة توازناته الاقتصادية والاجتماعية وسياقاته التاريخية لتخترع عالما جديدا يتناسب والأغراض الذي من أجله وضعت هذه الدعاية. وككل دعاية، فهي تخاطب في الإنسان عواطفه ومخاوفه أكثر من كونها تخاطب عقله. ومن هذه الزاوية فهي لا تقنع إلا جمهورا محددا من أولئك الذين لم يكوّنوا رأيا صلبا أو ليس لديهم علما كافيا. وهي بالطريقة البسيطة التي تصور بها الواقع الجديد بارجاع الشر كله لجهة واحدة وتصوير كل الاحداث أنها نتاج مكائدها واحقادها ومؤامراتها، تجد قبولا كبيرا لدى هذا الجمهور الذي يحب التفسيرات البسيطة والساذجة لعالم شديد التعقيد. وككل دعاية أيضا، فالدعاية السياسية لها مروجوها وداعموها ومنظروها، والذين قد يكونون على وعي بما يقومون به من تزييف أو على غير وعي. وأحد أشهر الأمثلة الصارخة التي نسمعها كثيرا هذه الأيام هي الدعاية السياسية التي تبث الرعب في العرب عموما وعرب الخليج خصوصا من مشروع (صفوي) يهدد وجودهم. Continue reading
-
أحدث المقالات
- صراع القبة: هل أصبحت المعارضة غاية بذاتها؟ 27 مايو 2021
- الديمقراطية وثقافة الجماهير 25 أبريل 2021
- عن الكتابة 5 مارس 2020
- هل أتخصص علوم سياسية؟ ما هو مستقبلها في السعودية؟ 29 سبتمبر 2018
- العلوم السياسية: ما هي؟ وكيف أقرأ فيها؟ 8 يوليو 2018
- لؤي الشريف والصعود إلى أسفل 9 أكتوبر 2017
مقالات أخرى