يمكن اعتبار توفيق السيف منظرا أساسيا لما يدعوه هو بـ”المسألة الطائفية” أو “المسألة الشيعية” في السعودية، حيث قام بتقديم آراء صلبة وعميقة حول الموضوع ترتفع به عن محض السجالات المذهبية والأفكار المؤمراتية الساذجة. كتب توفيق السيف ورقتين: الأولى هي “المسألة الطائفية: بحثا عن تفسير خارج الصندوق“، عرض فيها رأيا عاما حول المسألة الطائفية في العالم العربي، والثانية هي “المسألة الطائفية في المملكة: دعونا نتجاوز الفشل“. وسأقوم هنا بمناقشة السيف انطلافا من المسلمة رقم واحد التي تنطلق منها أطروحته حول “المسألة الطائفية” في السعودية، أي: هل هناك فعلا مثل هذه المسألة؟
يمكن باقتضاب تلخيص أطروحة السيف حول موضوع “المسألة الشيعية” في السعودية، بأنها مسألة حرمان حقوق مدنية وسياسية على أساس تمييز طائفي، وبالتالي فإن المطالبات السياسية الشيعية في السعودية تبرز باعتبارها ليست كحركة انفصالية، بقدر ما هي حركة حقوق مدنية تهدف إلى إلغاء التمييز الطائفي. Continue reading