“أنا أكره اللون الازرق والأبيض لأنه يذكرني بدولة أسرائيل لعنها الله”
– عبدالرحمن بن سعود (رئيس نادي النصر السعودي الأسبق)
“الرافضه منافقين وهم الذين كانوا يحمون اسرائيل على مر السنين”
– ناصر العمر (أحد أبرز قيادات السرورية في السعودية)
لو سألت أي مشجع نصراوي غير مهتم بالثقافة والفكر هذا السؤال: ما هو انتماء الكاتب الصحفي “عبدالرحمن السماري” الكروي؟
فإن الإجابة ستأتيك أسرع من البرق: “هلالي متعصب!!”
ولو سألت هذا المشجع النصراوي: ما هو الفرق بين ناصر العمر وسلمان العودة؟
فإن جوابه غالبا سيكون كالتالي: “كلهم مشايخ” أو “علماء لحومهم مسمومة” أو غيرها من الإجابات الجاهزة.
لو انتقلنا إلى شخص آخر، وليكن هذه المرة “سروري” لا يهتم بالشأن الكروي- هذا إن لم يكن يحرمه أصلا!- ووجهنا له هذا السؤال: ما الفرق بين إمام مسجد عمر بن عبدالعزيز بحي العقربية بالخبر (محمد المنجد) وإمام مسجد المجدوعي بالدمام (مروان القادري)؟
بنفس سرعة الإجابة الأولى تقريبا ستأتيك إجابة أخينا السروري: المنجد (سروري)، في حين أن الآخر (إخواني).
ولو انتقلت به إلى الشأن الكروي وسألته : ما الفرق بين الكاتب الرياضي “عاصم عصام الدين” والكاتب الرياضي “خالد قاضي”؟
فإن رده ستيردد بين: “لا أدري” أو “أن الأول يبدو من اسمه أنه حجازي، فيخشى أن يكون صوفيا، في حين أن الثاني سمعت عنه- قبل التزامي- أنه تنبأ بنتيجة الهلال والنصر فهو إذن ساحر”.
ماذا أريد بهذه الأمثلة كلها؟
الجواب واضح: إن إنكار وجود تيارات وتنظيميات دينية في السعودية متناحرة ومتصادمة فيما بينها، هو تماما يشابه انكار وجود أندية رياضية متناحرة ومتصادمة فيما بينها.
وأيضا: مثلما أن الشخص المتعمق في المجال الرياضي سيستطيع تمييز الفروقات بين الكتاب والاعلاميين والشخصيات وانتماءاتهم وتحيزاتهم فإن المتعمق في المجال الثقافي سيكون مثله يستطيع تمييز الفروقات بين المشايخ والدعاة والوعاظ وانتماءاتهم وتحيزاتهم.
بالإضافة إلى جانبي التشابه هذين، فهناك جانبي اختلاف رئيسيين:
الأول، أن التنظيمات الدينية غير علنية، لأن السعودية لا تسمح بإنشاء أحزاب، في حين أن الأندية الرياضية ظاهرة.
الثاني، أن أثر التنظيمات الدينية متداخلة ومؤثرة على المجتمع بشكل أكبر من تأثير الأندية الرياضية التي لا يضر الجهل بها.
ومن هذا كله، ومن منطلق أن الثقافة الكروية وتفصيلاتها أكثر انتشارا من تقاصيل التيارات الدينية، فإني سأقدم شرحا سريعا لأهم التيارات الدينية في السعودية، وذلك بمقارنتهم مع الأندية السعودية حتى تتضح أهم الجوانب الفكرية:
١- السرورية/ نادي النصر
السرورية تيار ديني منتشر في أنحاء المملكة ويتبنى أفكار شديدة المحافظة ويحاول فرضها عبر الإقصاء واتهام الآخرين واختراع المؤامرات للسيطرة على أتباعه أبرز شخصياتهم ناصر العمر وعبدالعزيز الطريفي وعبدالرحمن المحمود وعبدالله الريس وعبدالعزيز العبداللطيف. أكثر الأندية تشابها مع السرورية هو نادي النصر للأسباب التالية:
١- نادي النصر مرّ بفترة ذهبية نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، ثم أصابه الذبول بعدها وتوقف عند تلك اللحظة واستمر في اجترارها واستعادتها. والسرورية وصلت قمة مجدها نهاية الثمانينات وبداية التسعينات عندما قامت بدعم المطالبات الوطنية بالإصلاح، ولكن منذ انسحابها عن المطالبة الوطنية وعودتها للنشاط الاجتماعي التقليدي (محاربة الاختلاط، كبت المرأة، مناوشة اللبراليين) وهي في حالة انحسار وبقيت معلقة بفترتها الذهبية، ودائما ما تستحضر هذه السنوات لمواجهة كل مشكك بمصداقيتها وتميزها.
٢- الجمهور النصراوي جمهور مؤامراتي، يؤمن أن كل الميدان الكروي يدار من خلال مكتب سري في نادي الهلال (عندما كان ينهزم في المباريات التي يديرها حكام محليين قال: أنهم مرتشين، وعندما جيء بحكام دوليين وهزم قال: هم أيضا مرتشيين. يفسر كل هزيمة، كل نكبة، كل إصابة بأن سببها الهلال).
ونفس الأمر بالنسبة للسروريين، فهم أيضا مؤامراتيون، يؤمنون أن هناك مخطط تغريبي كامل يدار من خلال مكتب من السفارة الأمريكية. وأن هذا المخطط يقوم به اللبراليين (يطالبون بمنع الاختلاط وعندما قرر القصيبي طرد الباعة الرجال من محلات الملابس الداخلية وتوظيف النساء المحتاجات عوضا عنهم، قامت قيامة السروريين ورفضوا هذا الامر بحجة أنه “مخطط تغريبي”. الابتعاث “مخطط تغريبي”، إصلاح التعليم “مخطط تغريبي”…إلخ).
٣- لا يتورع الجمهور النصراوي من تشويه خصومهم وفضحهم والفجور في الخصومة (قضية الاستراحة في الخرج على سبيل المثال)، وفي نفس الوقت يقوم السروريين بالتشويه والفجور في الخصومة مع مخالفيهم (هذا منافق، وذاك مرتد، وذاك كافر…إلخ).
٢- الجاميّة / الهلال
الجاميّة عبارة عن تيار نشأ مطلع التسعينات من مجموعة من علماء المدينة- أبرز مشايخهم مقبل الوادعي وربيع المدخلي وأمان الجامي الذي تسموا به- يتطرفون كثيرا في الدفاع عن الحكومة، فقامت الحكومة بالمقابل بمحاباتهم وتسليمهم المناصب في الجامعات والمساجد وغيرها بعد أن قام السرورية والاخوان بالانحياز للإصلاحيين فترة بداية التسعينات. فهو في التحليل الاخير تيار حكومي موجه ضد التيارات الاسلامية مثل السرورية والاخوان.
ولو تأملنا في نادي الهلال، سنجده نادي الحكومة أيضا، من ناحية نفوذه الهائل على اتحاد الكرة، وتوفره على الأموال وانحياز كبار الشخصيات لدعمه كأعضاء شرف.
٣- الإخوان/ الأهلي
إن ما يميز نادي الأهلي هو أنه نادي ذو ادارة منسقة وواضحة وعملية ومدروسة، لكنه للأسف نادي بلا منتجات ولا انجازات. فالاخوان الملسمين في السعودية- وأبرزهم عوض القرني وسعيد بن ناصر الغامدي وبادحدح- شديدو التنظيم والقوة، لكنهم للأسف الشديد يدورون داخل حلقة مفرغة، ترى حركة كثيرة لكنك لا ترى أي إنتاج.
٤- التيارات الشيعية/ الاتحاد
نادي الاتحاد نادي جماهيري وذو انجازات كثيرة، ولكن نظرا لانه النادي الوحيد من بين الاندية الكبار الذي لم يقده أي أمير وإنما مجموعة من تجار الغربية ولأن أغلبية لاعبيه من ذوي البشرة الداكنة فهو يلاقي نوعا من التهميش على مستوى الاعلام الرسمي والتمييز ضده على المستوى الاجتماعي. وهذا الأمر يشابه إلى حد ما وضع التيارات الشيعية- من شيرازية وغيرها- حيث أن الحاجز الطائفي يمنعها من التمدد إلى السنة، ويجعلها أسيرة وسطها وبيئتها الخاصة.
٥- التنويريون/ نادي الشباب
منذ بداية التسعينات ظهر نادي الشباب بقوّة كنادي ذو أداء ومستوى عالي محافظا على مستواه ومنافسته على البطولة بشكل ثابت. لكن مع كل هذا التفوق في الأداء إلا أنه كان محروما من الجماهير والمؤيدين. هذه هي حالة التيار التنويري السعودي، فعلى الرغم من البرامج والرؤى التي يقدمها في مجالات الاصلاح السياسي (الملكية الدستورية) والاصلاح الديني (بناء أرضية للمواطنة والحقوق وغيرها) إلا أنه يخفق بتكوين قاعدة جماهيرية متينة.
وبشكل عام، ما يهم هنا هو التأكيد على أن التعمق في مجال من المجالات (الفن، الرياضة، الفكر…) يجعل الشخص يعرف الفروقات والاختلافات والتيارات والفرق داخله، في حين أن الاطلال على المجال من بعيد سيجعل معرفة الشخص سطحية ولا تميز التمييزات الدقيقة بينها.
وقد تكون تشبيهاتي غير دقيقة فيما يتعلق بباقي الأندية والتيارات لأن طلقت العالم الكروي منذ هذا الهدف لسامي الجابر.
يبدو أن النادي الذي يشبه الليبراليين في السعودية, هو نادي “أرطاوي الرقّاص” لأنه بلا جمهور!
لدي عدة نقاط على الموضوع /
• ألاحظ يا أستاذ سلطان حرصك على إيجاد الشللية والتحزبات في المجتمع بكل الأطياف (سرورية، جامية، إخوانية)، من خلال كثرة التصنيف لديك بشكل كبير جداً، على الرغم من أن المجتمع الديني لدينا عدا الجامية تقريباً منصهر اجتماعياً .. أكرر اجتماعياً.
فلو فرضنا أن عدداً من المفكرين انتهجوا هذا الأسلوب فما تتوقع أن يصل بنا الحال يا ترى؟
• قياسك على الأندية الرياضية -من وجهة نظري الشخصية- قياس غير متطابق من عدة جوانب:
١/ أن الأندية منفصلة عن بعضها البعض بشكل رسمي وواضح فلا يجد الهلالي -على سبيل المثال- حرجاً من أن يقبل كونه هلالي ويتعصب لذلك .
٢/ بينما التيارات الحركية (الجامية والسرورية) لا يقرون بالتسمية ولا بالتحزب بل يعتقدون أن المجتمع جميعاً يقف في صفهم وهذا بالنسبة لديهم يعد أصلاً ..
٣/النصر والسرورية ..
على الرغم من أن السرورية تجد مضايقة الآن أكثر من السابق إلا أنها لا زالت في أوجها وشعبيتها في الانتشار.
٤/ من وجهة نظري ومن وجهة نظر الكثيرين ..
إقحام الرياضة بمنافساتها وتفهاتها في المجادلات الفكرية أمر سيء جداً، بل وتؤثر في النظرة إلى الكاتب من جميع الجهات.
ختاماً.. علينا أن نستخدم أفكارنا وأطروحاتنا في البحث عن الاجتماع لا عن الاختلاف …
اعجبني ما كتبت ولكني هلالية صميم وأرى أنك جانبت الصواب فيه , فالهلال هو الشعب يقود انجازاته بنفسه لا فضل للحكومة فيه ولا مدارسها ولا جامعاتها ولا مستشفياتها المتهالكة ولا حتى ” منتهم الي حاسدينا عليها ” حافز , هو شعب ناجح رغم الكراهية التي يصبها عليه كل الاندية المحيطة به ” الشعب الذي تتفنن بالكيد له ومحاولة جره شرقا وغرباً التيارات الدينية العفنة والغير وطنية ” الهلال هو الشعب الذي سيستمر بالنجاح تارة والسقوط تارة و مكافحة خصومه وعدم الالتفات لهم ” اخوانيين كانوا او سرورريين او جاميه او حتى صوفيه على اضعف الحيل ” سيستمر يهزم الاتحاد والنصر والاهلي ومن لف لفيفهم ومهما سقط سينهض وسيحقق اخيراً ” الأسيوية – حقوقه الوطنية وصورته أمام العالم كشعب حر مثقف ناجح و وطني ” .
شكرا لك .
مقاربة من زاوية جديدة ولطيفة، أقترح تسميتها ب”التيارات الدينية من المدرجات” وإن كنت أرى أنك لم تقارن بين السطوة الإعلامية للجامية/الهلال مع بقية الفرق/الفرق، أهنيك بعدد المدرعمين على هذه التدوينة مقدماً.
يبدو انك لا تعرف لا الكوره ولا الاسلاميين
الاسلوب جدا جميل وطريقة العرض رائعة ولكن المحتوى غير دقيق بتاتا وفيه الكثير من المغالطات