يتجدد النقاش حول التدخل الخارجي مع كل تلويح غربي بضربة على بلد عربي، وأزعم هنا أن المعارضين لأنواع التدخلات والضربات العسكرية الخارجية على البلدان العربية ينطلقون من مبادئ ومعايير واضحة لرفض هذا التدخل، لأنهم يرفضون ديمقراطية البوارج ويتمسكون بالديمقراطية كأجندة وطنية ونتاج لحراك مجتمعي داخلي ويرون أن لا ديمقراطية دون سيادة واستقلال وطني، ولأنهم لا يقبلون بانتهاك سيادة البلدان العربية والعبث بمقدراتها خدمة لمصالح العدو الإسرائيلي.
وأزعم أيضاً أن معايير المؤيدين للتدخل الخارجي غير واضحة، ويعتريها التناقض، ويمكن مناقشة حججهم للوصول إلى استنتاجات وخلاصات حول مآلات الحجج المستخدمة لدعم التدخل الخارجي.
التدخل الإنساني
تبدو الحجة الأبرز المتداولة في أوساط المؤيدين أن التدخل العسكري الغربي سيوقف شلالات الدم، وأن تأييده ينبع من شعور إنساني، وأن الأولوية السابقة على كل شيء هي وقف الدم بضرب النظام السوري، وهكذا يظهر المؤيدون للتدخل وكأنهم أكثر إنسانية وحرصاً على الدماء، وتبدو معارضتهم في هذا وكأنها استخفاف بالدماء المسالة في سوريا، لكن هذا غير دقيق أبداً، ويمكن الرد على هذه الحجة من أربعة أوجه: Continue reading