قبل أيام، كتبت لمياء السويلم في مجلة المجلة مقالة بعنوان «ناشطات حقوقيات بأولويات ذكورية». في هذه المقالة توجه السويلم خطابها للجيل الجديد من الناشطات، مشيرة إلى خلل في تصور هذا الجيل للعلاقة بين «قضية المرأة» و«قضية الإصلاح السياسي». سأقوم أولاً بتلخيص الأفكار الرئيسة التي طرحتها السويلم، ثم بعد ذلك سأقوم بتقديم الحجج التي تجعلني أرفض هذه الأفكار.
تبدأ السويلم بالإقرار بأن المرأة تعاني من قيود – وكل ما بين علامتي تنصيص هو كلامها – «اجتماعية ودينية وسياسية». هذه القيود تجعل للمرأة قضية خاصة بها توجب على الناشطات النسويات أن يوجهن جهودهن لحلها. هذه القضية تمس المرأة كفرد، وبالتالي أي انخراط في نشاط حقوقي أو سياسي عام لا بد ألا يهمل قضية المرأة كفرد، وذلك لأنه لا يمكن أن «يعتد بأي انتصار لجماعة الحقوق إذا ما كانت ناشطاته النساء لا زلن مفتقدات لأبسط حقوقهن، وبرضا الخطاب الذكوري للجماعة الحقوقية». من هنا يصبح مرفوضاً الانخراط في القضايا «العامة» التي لا تمس مباشرة – أو تدفع لإهمال أو تجاهل – قضية المرأة الخاصة والفردية.
ليس هذا فقط، بل إن السويلم تحذر- بأسلوب أبوي، وهي النسوية – من أن «أي انفراج سياسي» – تقصد التحول الديموقراطي- «سيجير لمصلحة الناشطين الذكوريين الإسلاميين الذين سفهوا – مسبقاً – قضاياها». أي أن هؤلاء الناشطات الحقوقيات – بحسب السويلم – يخطئن مرتين: مرة عندما يبذلن جهودهن في قضايا «عامة» لا تتقاطع مباشرة مع قضاياهن الفردية كنساء أو تتجاهلها، ومرة عندما يسهمن في انفتاح سياسي لن يفيد أحداً إلا من يحملون أفكاراً مناهضة لقضيتهن.
سأقدم الآن ملاحظتين على هذه الأفكار: الملاحظة الأولى تتمثل في أن خطاب السويلم هو خطاب ذكوري، وحتى أثبت ذلك، لنقارن خطابها مع أي خطاب إسلامي تقليدي. فالخطاب الإسلامي التقليدي يقول إن للمرأة قضايا تختلف عن الرجل، وإن على المرأة الانشغال بقضاياها هذه وترك «الشأن العام» للرجال لأنهم هم الأولى به. لمياء السويلم – من وجهة نظر ليبرالية فردانية – تنتهي للنتيجة نفسها، هي تبدأ من أن للمرأة قضايا خاصة وبالتالي تعتبر الانشغال بقضايا الشأن العام أشبه ما يكون بـ«خدعة ذكورية»، وأن الناشطات فيه يعملن لمصلحة الرجال أو – كما هو نص عنوان مقالتها – يعملن «بأولويات ذكورية».
كيف أصبحت قضايا المواطنة والمشاركة في المجال العام والدفاع عن الحريات والحقوق السياسية الأساسية والمطالبة بها من حرية التعبير، والحق في التجمع والحق في التصويت والترشح ورفض الاعتقالات التعسفية وتحكيم القانون قضايا «ذكورية»؟ فقط الذكوريين هم من يرون هذه الأمور خاصة بالرجال.
الملاحظة الثانية أن هذا الخطاب يمكن تصنيفه بأنه «فرداني ليبرالي معادي للديموقراطية». فالانفراج السياسي- بالنسبة إلى السويلم – سيصعّب من حلّ قضية المرأة – لأنه سيأتي بإسلاميين – وهذا يعني ضمنياً أن الانغلاق السياسي هو البيئة المناسبة لحل هذه القضايا. وهذا يعني اختزال «قضية المرأة» في تلك القضايا التي يمكن حلها ضمن نظام منغلق سياسياً، أي محض القضايا التي تمس الشأن الفردي، أي تلك القضايا – كما وصفتها السويلم نفسها – التي تتعلق بـ«حريته الشخصية في تقرير مصيره في بيته وفي عمله وفي ملبسه». وهي القضايا نفسها التي ترى السويلم أنها لا تمس المرأة فقط بل حتى الرجل الفرد.
فبالنسبة إلى الفردانية الليبرالية يعتبر المجتمع أكثر عداء من استبداد الدولة. نجد هذا واضحاً عند جون ستيورات ميل – الأب الروحي للفردانية الليبرالية – عندما قال في كتابه «في الحرية» ما نصه أن «الاستبداد الاجتماعي أشد سطوة من أنواع عدة من الاضطهاد السياسي»، وذلك لأنه «يترك وسائل أقل للفرار منه، ويتدخل في شكل أعمق في تفاصيل الحياة كافة، ويستعبد الروح نفسها».
وبعيداً عن هذه الرؤية المشيطنة، نجد أن حتى موقف ميل هذا يختلف عن موقف السويلم في جهتين. فمن جهة ميل كتب كتابه في إنكلترا القرن التاسع عشر، أي في دولة برلمانية، أي أن المجال السياسي فيها «منفرج». أما من الجهة الثانية – وهذه هي الأهم – أن «الدولة» نفسها كجهاز تغير شكلها الآن عن أيام ميل، فالدولة هذه الأيام أصبح بإمكانها أن «تتدخل في شكل أعمق في تفاصيل الحياة كافة»، من «تعليم وعمل وملبس» وتنقل، ونجدها في معظم الحالات – لنفكر في ألمانيا النازية مثلاً – تطور نفسها لتصل إلى المرحلة التي تستطيع فيها فعلاً أن «تستعبد الروح» نفسها. وهذا يعني أنه لو فرضنا جدلاً أن المجتمع في عهد ميل كان أخطر على الفرد من السلطة، فإنه هذه الأيام – بسبب التطورات السابقة – ليس كذلك، خصوصاً إذا كنا نتكلم عن مجتمعات ضعيفة غير منتجة وليست مستقلة.
هذا لا يعني نفي وجود قضية للمرأة، بل يعني أن المقاربة «النسوية الليبرالية» في المجتمعات العربية لهذه القضية تنتهي دوماً إلى مقاربة «ذكورية فردانية متحالفة مع الاستبداد والاستعمار»، أي إلى جماعة من النسوة تقوم بتسييس «هوية المرأة»، والانخراط في لعبة سياسات الهوية الداخلية التي تحول العمل السياسي إلى عمل يشبه العمل الطائفي جل طموحه مِنَح سياسية ومحاصصات، لا حقوق وحريات.
المرأة بين قطبين
الله جل في علاه عندما خلق أدم عليه السلام خلقه من تراب , وخلق أمنا حواء من ضلع أدم عليه السلام (أي أنها خلقت وتكونت من أجزاء رجل ) ولله في ذلك حكمة تتجلى بأن المرأة هي أحد أعضائه وتكوينه , فسيعاملها وكأنها عضو منه وجزء لا تتجزأ
المرأة فضلها وقدمها الله على الرجال في أكثر من موقع بالقران الحكيم!
ترى ما الذي جعل الجنة تحت أقدام الامهات؟!
الله في القران حادث النساء مباشرة في أكثر من موقع وهذا شرف لهن وشرف للجنس نفسه وهن لم يكن نبيات أو رسل بل لمكانتهن ودورهن
صحيح أن الله هو القائل
(الرجال قوامون على النساء )
وغيرها من الآيات التي يتبين من ظاهرها أن المرأة أقل من الرجل
وغيرها كحديث (لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)
وغيرها من الامور الشرعية القطعية كالمواريث في أن المرأة على النصف من الرجل وبعض المسائل التي تتعلق بالولي بالنسبة للمرأة.
ترى
مالذي جعل بعض دعاة الاسلام ينظر للمرأة وكأنها طفل لا تحسن التصرف ولا تعرف ما ينفعها وما يضرها؟؟
ترى هل فهم الدعاة من مسألة الولاية على المرأة أنها يجب أن تكون تحت أشارة الرجل يأمر لها ما يشاء وينهى عنها ما يشاء
ترى
هل النصوص التي ذكر فيها تفضيل الرجل على المرأة وغيرها من النصوص أوقعتنا بسوء فهم المرأة وكيف هي وماهي علاقتنا بها ؟؟
ترى
هل دخلت العادات والتقاليد في تفسير تلك النصوص وأن المفسر فهم من قاعدة (عادة أهل البلد) أن يحرمها من بعض حقوقها؟؟؟؟
وهل هذه الحقوق في الاصل هي بيد الرجل يصرفها وفق نظريته ورؤيته؟؟
ألم تتولد تلك العادات والتقاليد من سوء فهم بعض الدعاة للنصوص؟؟
ترى
هل حال المرأة الأن هو نفس الحال كماهي عليه في العصر النبوي وما بعده؟؟
الذي أراه أن الدعاة وبعض الفقهاء أجحفوا وهضموا كثيير من حققوق المرأة
من يقول أن حقوقها منحصرة بالقيادة فهو قاصر النظر!!
الحقوق الزوجية من أكثر الحقوق التي هضمت فيها !؟
ومع الاسف كانت قاعدة (سد الذرائع) هي من أخطر القواعد الفقهية لأن الذريعة ليس لها معيار واضح يبنى عليه , ومع ذلك كانت من أكثر القواعد استخداماً , وهي تبين مدى قلة فهم الفقهية لأن استخدامها يدل على عدم وجود نصوص يبني عليها
فقليل الفقه والتفقه يكثرون من استخدام تلك القواعد (المطاطه) التي لا تبين مدى جهلهم واستنباطهم.
فنحن بحاجة إلى الدعوة إلى وقف استخدام قاعدة (سد الذرائع) وذلك سداً للذرائع والقول على الله بلا علم ومنع الحقوق عن أصحابها.
إن المتأمل لحال المرأة في الوقت المعاصر يجدها بين قطبين (قطب لا يرى من المرأة إلا جسدها ) ( وقطب يرى المرأة أنها خلقت من ضلع أعوج وأنه هو من يتحكم بأمور حياتها) بينما هناك فئة قليلة تنظر للمرأة بأنها شقيقة الرجال وأنا المرأة هي الجنس الاخر من بني أدم, يميزها بأعضائها وبما ميزه الله فقط.
والقليل من يدرك أن المرأة الفارق بينه وبينها هي لغة التأنيث
فإن مسألة القيادة للمرأة
هو أمر لا تمنعه الفتاوى ولا العادات بل الانظمة المجرمة هي من تقلل منها
المرأة من ظن أنها لن تسوق نقول له ما نهاية كلمة(لن ) أي إلى أي مدى لن تقود هل هو عشر سنوات عشرون سنه مئة سنه …؟؟
من يتأمل يجد أن جمييع الدول والعصور لم تكن على مستوى واحد من التدين
ألم يقل النبي خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فهل تتوقعون أننا سنضل على هذا المستوى من التدين إلى يوم القيامة ؟؟!
مالذي جعلنا مرعوبين من قيادة المرأة للسيارة؟؟
هل يعني قيادتها سقوط الحرمين بأيدي اليهود؟؟
هل يعني قيادتها أنتشار الكفر والبدع ؟؟
هل قيادتها يعني أننا لا نقييم شعائر الله؟؟
هل قيادتها يعني سنفتح دور للأطفال مجهولي الهوية ؟؟
أليس كل دول العالم الاسلامي نسائهم تقود؟؟ وما هو أثرها عليهم؟؟
من ينظر أنها بقيادتها للسيارة يعني أن ما كان حراماً أصبح حلالاً؟؟فهو لا ينظر إلا بشهوته فقط؟!
من قال أن معنى قولة تعالى (وقرن في بيوتكن) أنها تلزم بيتها فقط
أليس المرأة الآن تعمل في المستشفيات أكثر من 6 ساعات ويصاحبه اختلاط !!
وإذا كان المقصد من مكث المرأة البيت حتى لا تفتن الرجال ولا تختلط بهم
ففي قيادتها أين تكمن فتنتها للرجال وأين اختلاطها بهم؟؟
أليس الان المرأة التي مع السائق تفتن الرجال وأليس تختلط بهم ؟؟
لكن مالذي يجعلنا نحرمها من حقها بسبب سوء تربيتنا وتصرفاتنا؟؟
أليس من الأولى الآن القيام بوعي المجتمع بذلك؟؟
أليست المرأة الآن هي أقل استخداماً للسيارة من الرجل في الدول التي يسمح لها بذلك؟؟
لننظر إلى قيادة المرأة في اليمن خصوصاً والتي تغلب عليها القبلية لم يتألم المجتمع من قيادتها؟؟
المشكلة أننا نتجادل على مسائل اجتهادية الأمر فيها واسع
لكننا لم نتطرق يوما واحداً للنساء التي تعتقل ظلما وجوراً وهو الذي حرمه الله على نفسه؟؟
لكننا لم نتطرق يوما واحداً إلى خذلان المسلم الذي أو جب الله علينا نصرته؟؟ وما سوريا عنا ببعيد ؟
لكننا لم نتطرق يوما واحداً إلى التقليل من التعامل بالربا الذي هو إعلان الحرب على الله أم أنه أصبح أمر لا بد منه وفرضه الأمر الواقع؟؟؟
لكننا لم نتطرق يوما واحداً إلى مسألة التعامل السياسي مع الدول في إقرارها الاتفاقيات أو تأييد قراراتها من مجلس الأمن التي كلها ظلم؟؟ وما حرب أفغانستان والعراق ببعيد؟ وما حصار العراق عنا ببعيد؟؟
أليس من نواقض الايمان هو إعانة الكافر على المسلم أين نحن منها ؟؟
أليس من الكبائر الافتتان بين الشعوب بسبب الهوى السياسي والتي يذهب ضحيتها أبراء؟؟ ما رابعة العدوية عنا ببعيد؟؟
لكننا لم نتطرق يوما واحدا ً مسألة مال المسلمين وأنه لا يحق لكائن من كان أن يتصرف به كيفما شاء ؟؟
هذا هو ما كتبته على عجلة من أمري فالموضوع لا يغطيه صفحات أو ساعات…
شكراً لكم وأنا بانتظار رأيكم حول الموضوع والإجابة على ما طرح فيه من أسئلة..
حرر في 23/12/1434
في الرياض
http://umar1434.blogspot.com/
عندما زهد العلماء تخلف المسلمين !!!
الله سبحانه وتعالى منذ خلق الخلق وبعث فيهم رسله وأنبيائه ليقوموا بتبليغ الرسالة وليخرجوهم من الظلمات الى النور ومن الضلاله الى الهداية.
و محمد صلى الله علية وسلم النبي الامي خاتم الانبياء والمرسلين الذي ارسله رب العالمين داعيا الى الحنيفية السمحة ملة ابراهيم عليه السلام وداعيا و متمما للأخلاق الحميدة والعادات الحسنه فقام بدعوة حق القيام فنشر الدين وعلمه ووضحه .وعندما كتب الله على الانبياء واجرى عليهم ما يجري على باقي البشر من الحياة والممات والصحة والمرض والغنى والفقر والفرح والحزن .وأنهم سيعيشون سنيين معدودة وأن فترة الانبياء والرسل انتهت وتوقفت بخاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم . كان لزاما وضرورة من وجود وإيجاد من يقوم مقام الانبياء والرسل في تبليغ الدين ونشره وتوضيحه والدفاع عنه ودحض الشبهات والشهوات التي يوردها غير المسلمين على الدين الاسلامي وأن المهمة تقل وتصعب جيل بعد جيل وقرن بعد قرن وأن فترة نزول الوحي توقفت بتوقف الانبياء والرسل , والمصادر التي يستند عليها هؤلاء في نشر الدين وتبيينه هما الكتاب والسنه , ولكي تتم هذه المهمة لابد من العلماء الذين يقومون بها على وجهها الصحيح وعلى الطريق الواضح المستقيم , فكان العلماء الذي هم ورثة الانبياء في تبليغ الرسالة وحمل الأمانة مع ثقلها , هم من يقوم بها . فقد أثنى الله عليهم ورفع الله من منزلتهم لعظم ما يقومون به قال تعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وقال تعالى( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وبين أن العلماء أكثر الناس خشي لله تعالى فقد قال جل شأنه:( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) ولم يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في الاستزادة من شيء إلا العلم قال تعالى (وقل ربي زدني علما ) واستشهد بهم سبحانه في اجل مشهود عليه وهو توحيده فقال تعالى:( شهد الله أنّه لا أله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط )وهذا يدل على فضل العلم وأهله فلما كان العلماء يقومون بدور الانبياء في البيان والتوجيه وتعزيز الاخلاق ونشر العلوم النافعة التي تزيد الانسان علما وبصيرة وأن دورهم غير محصور في بيان الافعال التي تخرج الانسان من التوحيد الى الشرك او من الطاعة الى المعصية او بيان الحلال من الحرام او المكروه من المندوب .بل دورهم اكبر واشمل من ذلك فالعالم هو الموجه والقائد والعالم والمربي والناصح والمجاهد واكثر من ذلك لانهم هم الصفوة وهم المتبوعون ولان الامه لا تعيش بدونهم إلا بقائد يقودهم ,وعالم يوجههم .فلما اختزل العلماء دورهم فقط في بيان احكام الدين التي هي جزء رئيسي من دورهم , وزهدوا في الدنيا ومباحاتها و تركوها وراء ظهورهم والتي هي أيضا جزء اساسي في حياتهم , داعين الناس الى عدم الافتتان بالدنيا ومباحاتها , واعتكفوا في دور العبادة مبتعدين عن المجتمع وحياته اليومية متزودين من الاعمال الصالحات التي نشأوا عليها من صلاة وتسبيح وتهليل وصدقة وصيام من التي قرؤها في كتب الدين والتي تكاد يحصرها العلماء في مؤلفاتهم فلما أكثر العلماء من ترك الدنيا وما فيه وازدادوا . ظهر ما يسمى بالزهد والتزهد وظهر مصطلح الزهاد ومصطلح من الزاهدين (عندما يوصف أحدهم بها ويقصد منها كثرة زهده وتركه للدنيا) , وانتشر هذا المصطلح حتى كان العلماء يتفاخرون بزهدهم وقوة زهدهم , مما اثر على تلامذتهم الذين يتلقون العلم منهم مما أثر على الحياة اليومية للمجتمع فأصبحت المجتمعات تأخذ من الدنيا فقط المطعم والمشرب وما يبقيه على قيد الحياة , التي لربما تشبه حياتهم حياة الطيور التي تذهب خماصا وتعود بطانا . فمصطلح الزهد الذي انتشر بين العلماء , والذي جعلوه غاية لهم وغبطه لمن دخل فيه واخذ به , الذي جعل الحياة والعيش محصورة في عدد بسيط من الاعمال, والتي اصيبت بالشلل النصفي في حياتها الباقية مما جعله يُظهر التخلف في جبين المجتمع وذلك عندما لم يعرفوا حقيقة الزهد وما هية وهدفة وغايته الذي جعل الامه تعيش بهذا المكانه المتأخرة بسبب سوء فهم العلماء له .فالزهد كما عرفه أهل اللغة هوزَهِدَ فيه ، و زَهِدَ زُهْدًا ، وزَهادَةً : أعرض عنه وتركه لاحتقاره ، أو لتحرُّجه منه ، أَو لقلَّتِهِ . ويقال : زَهِدَ في الدنيا : ترك حلالها مخافةَ حسابهِ ، وترك حرامها مَخَافة عقابه .زهد – زُهدا أي (اِخْتارَ الزُّهْدَ على مَلَذَّاتِ الدُّنْيا ” : الانْصِرافَ إلَى العِبادَةِ وَتَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا ، الإِعْراضَ عَنْها احْتِقاراً لَها . ” اِعْتَكَفَ لِيَعِيشَ فِي زُهْدٍ “.فهي ترد بمعنى الرخيص والقليل والحقير وما إلى ذلك. فعندما تخلى العلماء عن كثير من ادوارهم إما بسبب جهل بعضهم بحقيقة دورهم ومكانتهم أو بأي سبب أخر و انغمسوا بالزهد وجعلوه غاية الغايات ومنتهى الارادات والرغبات , واعتزلوا المجتمعات ومن فيها وما فيها من مشاكل وقضايا , وتركوا المجتمعات غارقة , تصارع مشاكلها وقضاياها بنفسها ينجو من ينجو ويغرق من يغرق دون الاخذ بيد الغريق وانقاذه وانتشاله الى بر الامان , هنا بدأت المجتمعات تصادم نفسها بنفسها , راكبة مركب التخلف والضياع , فلا حاكم يسوسهم ولا قائد يقودهم على الطريق الصحيح ولا عالم يوجههم ويبصرهم ويحثهم , فلن يكون هناك حضارة وتقدم وتميز للمجتمع إذا كان حياة علمائهم بهذه الصورة .فالحضارة والتقدم والقوة والمنعة لا تأتي هبة أو تأتي منحه من أحد بل يصنعها أبنائها , وينهض بها جيلها وينتشلها من القاع الى القمه ومن التأخر الى التقدم ومن الضعف الى القوه إذا كان علمائهم يدفعونهم الى ذلك , فالتلميذ لا يمكن ان يتعلم من دون معلم ومدرس , فإذا لم يكن لهذا الجيل من موجه ومرشد ومعلم فلا تنتظر منه أن يقدم لك شيء فيجب على العلماء أن يكونوا خير معين وأقوى داعم ومحفز لنا لنعيد حضارتنا ومجدنا التي اضعناها وهدمناها بأيدينا .