ملاحظات على عضوان الأحمري

هذه مجموعة ملاحظات على تدوينة عضوان الأحمري “ماذا يفعل السعوديون في تويتر؟”، أكتبها انطلاقا من كوني أنا الذي قمت بفتح هاشتاق سعود الريس (alrayes#) بعد كتابته لمقالته- التي يحرض فيها الحكومة على الذين يختلفون معه بموضوع “المعتقلين” واصفا إياهم بـ”الصفويين” وأنهم “خطر” موزعا عليهم قائمة الأوصاف التالية: فاشل، رقاصات، ببغاء، سطحي، صعلوك، فهمه قاصر-  رقاصات pus..!. إذ أن عضوان وصف عملية “الهشتقة” هذه وأمثالها بأنها “حيلة العاجز في الإعلام الإجتماعي” معتبرا أن فتحه من أجل مهاجمة الأشخاص “قمة الرعونة والإقصاء”، ثم يعود ويكرر أن “الهاشتاق حيلة العاجز, وحتى لو لم يشتم فإنه فتح الباب لغيره ليشتموا ويتشمتوا كذلك”. من هذه الفقرات تحديدا، أحسست أني بمعنى ما معني بهذا الكلام، ولهذا أحببت مناقشة عضوان الأحمري – بتدوينة هذه المرة لأنه يبدو أن لديه حساسية مفرطة من الهاشتاق-  في عدة نقاط مختلفة باختلاف المواضيع التي تطرق إليها. فهو تقريبا تحدث عن ستة مواضيع متنوعة ومختلفة، كلها تقريبا لا علاقة بينها وبين عنوان التدوينة، فأنت ستخرج من تدوينته بأشياء كثيرة لكنك لن تخرج منها بإجابة واضحة عن ماذا يفعل السعوديين في تويتر(وكأن السعوديين نوع مختلف من البشر بحيث سيفعلون في تويتر شيئا آخر غير ما يفعله باقي البشر)، فهو تحدث تقريبا عن هذه المواضيع: Continue reading

حول (المشروع الصفوي)

في ميدان العلاقات الدولية، توجد العديد من النظريات التي تفسر وتحلل علاقات الدول والمنظمات السياسية بعضها البعض، وكلها قابلة للتوظيف والمناقشة والنقد والإثراء. لكن هناك دوما فرق بين (نظرية) سياسية في العلاقات الدولية، وبين دعاية سياسية (بروباجندا) تلغي الواقع القائم بكافة توازناته الاقتصادية والاجتماعية وسياقاته التاريخية لتخترع عالما جديدا يتناسب والأغراض الذي من أجله وضعت هذه الدعاية. وككل دعاية، فهي تخاطب في الإنسان عواطفه ومخاوفه أكثر من كونها تخاطب عقله. ومن هذه الزاوية فهي لا تقنع إلا جمهورا محددا من أولئك الذين لم يكوّنوا رأيا صلبا أو ليس لديهم علما كافيا. وهي بالطريقة البسيطة التي تصور بها الواقع الجديد بارجاع الشر كله لجهة واحدة وتصوير كل الاحداث أنها نتاج مكائدها واحقادها ومؤامراتها، تجد قبولا كبيرا لدى هذا الجمهور الذي يحب التفسيرات البسيطة والساذجة لعالم شديد التعقيد. وككل دعاية أيضا، فالدعاية السياسية لها مروجوها وداعموها ومنظروها، والذين قد يكونون على وعي بما يقومون به من تزييف أو على غير وعي. وأحد أشهر الأمثلة الصارخة التي نسمعها كثيرا هذه الأيام هي الدعاية السياسية التي تبث الرعب في العرب عموما وعرب الخليج خصوصا من مشروع (صفوي) يهدد وجودهم. Continue reading

الصراع على الحيز الخاص

هناك العديد من محاولات النظر للصراع الفكري الذي يشتعل حولنا، هناك من يجعله صراعا لبرالي/إسلامي، وآخر يراه معركة بين التقاة والمنافقين، وثالث يعمد أطرافه القصوى بأنهم إما محافظين أو تغريبيين؛ لينشأ بعد ذلك صراع أكبريدور هذه المرة- ببؤس شديد- على الكلمات: ما بين منكر لوجود (لبرالية) أو (تغريب) لدينا وما بين مثبت، وما بين مبرر لاتهام المخالفين بالنفاق وبين رافض…إلخ. ولكي نتفادى الانزلاق إلى هذه الصراعات حول الكلمات والأسماء، سأحاول أن أعيد النظر من جديد لهذا الصراع الفكري، بطريقة لا تركّز على تحديد أطرافه وتوجهات هذه الأطراف، بقدر ما تركز على تحديد ميدان الصراع الذي تتصارع حوله هذه الأطراف، والذي لن يكون شيئا آخر سوى (الحيز الخاص).
في الدولة الحديثة، ما عدا الشمولية منها، يكون الإنسان مواطنا وفردا في نفس الوقت. فرد في (حيزه الخاص) Continue reading

محاولة فهم النقاش في إشكالية المناهج

هذه المقالة (نشرت عام ٢٠٠٤) هي واحدة من مقالات الأستاذ “سليمان الصيخان” الذي سيشرفني بإعادة نشر مقالاته هنا…

تعيش المنطقة – إقليمياً – حراكاً كبيراً على مستويات عدة، وأكثر تمثلاتها ظهوراً وإثارة “السياسي والفكري”.

وتمثل “المناهج” أحد أشد أجندة ذلك الحراك إثارة للجدل والانقسام والالتباس وتبادل سوء الفهم، بسبب عوامل عدة. وفي ظني أن فحص أسباب الالتباس وتشابك الخطوط يسهم في إيضاح الرؤية وإعطاء الموضوع حجمه الحقيقي.

وسأحاول كشف شيء من الالتباس من خلال تناول اثنين من أسبابه:

أولاً: موضوع “المناهج”، رشح من سنوات ليكون أحد “رمزيات” الصراع بين المدارس الفكرية في الساحة، وتضخمت هذه الرمزية لتصبح الآن الاشكالية الرقم واحد. Continue reading

صعود اليمين السعودي المحافظ

في مقالة بعنوان (تصوير خاطئ للخصوصية السعودية)، كتب علي العميم قائلا: (…أن السعودية في حاضرها وماضيها القريب، على مستوياتها الآيديولوجية، لم يوجد فيها -بتاتا- تيار يميني فاشي). لم تمض على هذه المقولة ثمان سنوات إلا وها نحن ذا نشهد تخلق وولادة هذا التيار اليميني المحافظ -والذي لم يصل بعد لقمته الفاشية- بيننا. وبشكل عام، يظهر هذا التيار  على السطح بعد حدوث حدث تاريخي كبير كالثورات والأزمات الاقتصادية والهزائم العسكرية. فالمحافظة الانجليزية تشكلت كردة فعل على الثورة الفرنسية وخصوصا في كتاب إدموند بيرك (انعكاسات الثورة الفرنسية)، والحزب النازي تشكل عقب هزيمة الحرب العالمية الأولى والأزمة الاقتصادية التي لحقت بها والتي أصابت جمهورية فايمر بالعجز. وفي أمريكا، ازدهرت المكارثية في الخمسينيات والستينيات الميلادية بعد التهديد الذي مثلته الشيوعية. وها نحن ذا نشاهد صعود (حزب الشاي) اليميني الراديكالي في أمريكا- الذي حجز له مكان واضحا في انتخابات الكونجرس الأخيرة- كردة فعل على الأزمة الاقتصادية. ومع الثورات العربية الأخيرة، نستطيع تلمس ومشاهدة تيار يميني محافظ يتشكل أمام أعيننا يتكون من مجموعة من مثقفي التكنوقراط ولبراليين سابقين ومجموعة من الشباب في الشبكات الاجتماعية والمنتديات على الانترنت، هذا التيار الذي يشق طريقه بين التيارات السعودية كتيار رابع إلى جانب الإسلاميين واللبراليين والتنويريين Continue reading

قراءة في “المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرين”

منذ انهيار جدار برلين، وسقوط الاتحاد السوفييتي، وتحول الولايات المتحدة الأمريكية لقوة عظمى وحيدة على هذا الكوكب… تشكلت أيديولوجيا تحاول بناء “نظام عالمي جديد”، هي أيديولوجيا المحافظون الجدد التي تنطلق من تراث تدعوه “مسيحي-يهودي”، وتدعو لحرية التبادل الاقتصادي، والدفاع عن الحضارة ضد عدوها الأهم “الإرهاب”، الذي – ومنذ 11\9- لن يعني شيئا سوى الإسلام.
هذه الرؤية التي يحاول جورج قرم في كتابه “المسألة الدينية في القرن الواحد والعشرين” فهم كيفية انبعاثها المفاجئ: كيف تلاشت الديكورات القديمة (العلمانية) التي حكمت رؤيتنا للعالم، لتحل محلها كل هذه الديكورات (الدينية)؟
تبدأ القصة عنده من النقد المكثف الذي تم توجيهه للحداثة وتراث فلسفة الأنوار والثورة الفرنسية، والذي من خلاله سيتم إرجاع كافة مظاهر العنف التي شهدتها أوروبا، ابتداء من سنوات الإرهاب التي أعقبت الثورة الفرنسية، مرورا بنشوء أنظمة شمولية قمعية، وانتهاء بحربين عالميتين، وما تخلل الأخيرة من كم هائل من العنف تجسد بشكل خاص بالـ”هولوكوست” التي أقامته النازية بحق اليهود. في أعمال كـ “التفكير بالثورة الفرنسية” (1978م) لفرانسوا فوريه، الذي سيرجع كافة الفضائع والعنف الذي شهدها العالم الحديث للفكر الثوري الذي أبدعته الثورة الفرنسية، فعمل هذه الثورة بالنسبة إليه “يستنفد عالم القيم، إذاً معنى الوجود”. مثل هذا النمط يرصده قرم عند مفكر آخر هو باتريك غنيفي الذي يعتبر أن “المنطق الداخلي للثورة هو الذي يدعو إلى دينامية الإرهاب…”. يتابع قرم رصده لهذا الرفض للثورة والأنوار عند مفكرين آخرين كفريدريك روفيوا وألان بزانسون. Continue reading

في موسم الجدل عن الدكتور عزمي بشارة في السعودية.

* بالذات في هذا الموضوع أرجو أن أكون موضوعياً منصفاً قدر الإمكان, سأحاول ألا أتنبى أحداً, سأحاول توصيف استثنائية مشهدنا المحلي في هكذا جدل.
* لن يكون هنا examples of evaluation essays أي حديث عن ( هل أخطأ الدكتور عزمي أم أصاب ؟!

), فقد أوسعت هذه الجُزئية نقاشاً و جدلاً.
* الملاحظ أن أي حادثة جديدة ( أفكاراً كانت أم أشخاصاً ) تأتي إلى المشهد الثقافي المحلي تؤذن عادةً باستعار الحرب الباردة بين المحافظين و الإصلاحيين.

* و لأن الطرفين قد خرجوا من رحم واحدة, حيث كانوا رفاق الأمس حتى قرر الإصلاحيون ممارسة نقد للطرح المحافظ و جدارته في أن يتم تبنيه و جدواه في تحقيق مصالح الأمة و المجتمع , فإن الجدل هنا من السهل استثارته بل قد يتحول من الموضوعي إلى الحزبي أو الشخصي.
* هذا الجدل حول الدكتور عزمي طبيعي جداً و متوقع جداً و إيجابي جداً ! Continue reading

الليبرالية الوهابية وفصل التوائم

هذه المقالة هي واحدة من مقالات الزميل “السمهري” الذي سيشرفني بإعادة نشر مقالاته هنا…

فصل التوائم السيامية هي من العمليات الجراحية الصعبة. الكل منا يتذكر المحاولة الفاشلة لفصل الإيرانيتين. حظيت تلك العملية بتغطية إعلامية استثنائية. من المؤكد أن التغطية الإعلامية فاقت التغطية الإعلامية لجراحة القلب المفتوح الناجحة للرئيس ييلتسن بمبضع الجراح الأمريكي العربي دبيخي. والأخير لم يستمر في العمل طويلا بعدها فقد منحه الرئيس والكونجرس جائزة الاستحقاق وعمره جاوز الثمانين ليموت بعدها بأشهر. لم يسأم دبيخي كما ابن جلدته زهير . وكذب نبوءة أبو الطب الحديث أوسلار الذي جادل أن الإبداع يتلاشى بعد الستين. وما صدقت فيه تقسيمات أريكسون لحقب النفس البشرية.

السعودية اشتهرت بفصل التوائم. والفريق السعودي حريص جدا في اختيار «التوائم القابلة للفصل» وهو لا يغامر بعمليات من نوع عملية التوائمين الإيرانيتين. قد يكون هذا بقية من قسم هيبوقراط (لا تحدث ضررا)، وهو محمود ولا شك.. أو رغبة زغاريد النجاح.

Continue reading

الشيخ ابراهيم السكران يهدم الأستاذ ابراهيم السكران: من “مآلات التصعيد الديني” إلى “مآلات الخطاب المدني”

هذه المقالة هي واحدة من مقالات الزميل “السمهري” الذي سيشرفني بإعادة نشر مقالاته هنا…

الصديق الأستاذ إبراهيم السكران معروف جيدا لدى النخب الإسلامية في السعودية. ورغم أنه لا زال دون منتصف الثلاثينيات من عمره، فهو فقيه حاذق درس الفقه الإسلامي في كلية الشريعة ثم في المعهد العالي للقضاء وهو يدرس الآن الدكتوراه في نيوزيلندا (في حين كتابة المقال).

وهو كما المثقفين الإسلاميين ملم بتراث ابن تيمية، والسكران أيضا مهتم كثيرا بالقراءات الحديثة للتراث الإسلامي وخصوصا المغاربية منها. بدأ بالعروي والجابري ويفوت وابن سعيد ووقيدي والصغير، وانتهاء بمشروع طه عبدالرحمن الذي بورك إسلاميا أكثر من سابقيه. بدأ السكران يكتب في منتدى “الوسطية” باسمه وأحيانا باسم مستعار، وكتب بمنتدى محاور باسم مستعار يعرفه أكثر أصدقائه، لكن نجمه لمع كثيرا بعد ورقته الشهيرة في «الحوار الوطني الأول بمكة المكرمة» عن المناهج  التعليمية  في المملكة العربية السعودية. Continue reading